رحلة الحزن في بلدي

عماد محمد القاهري:
تجول الحزن في بلدي باحثا عن السعادة..
وفي طريقه رأى طفلا يشاهد أطفالا يلعبون ويستمتعون، وعيناه البنيتان مليئتان بالدموع كفنجان القهوة. وعندما اقترب منه، رآه مبتور القدمين..فبكى.
ثم سار، فرأى عجوزا نائما تحت شجرة ميتة الأغصان، والشمس تغطي جسده كاللحاف الممزق. فسأل عن السبب، فكان أنه فقد منزله بسبب الحرب.. فبكى.
ثم سار، فسمع طفلا رضيعا يبكي بشدة وكأنما يجلد بالسياط. فسأل عن السبب، فقالوا له: “ذهبت أمه للعمل حتى تستطيع إطعام أطفالها الثمانية، ولم تعد، ولن تعود إلى الأبد”.. فبكى.
ثم سار، فرأى امرأة تسقي الزهور، وتعابير وجهها مختلطة بالبهجة والحسرة. فطلب منها قطف زهرة، فقالت له: “عفوا، هذه الزهور سأهديها إلى قبر زوجي الشهيد الذي قتلوه في منزله بتهمة أنه خارج عن القانون لأنه لا يمتلك هوية شخصية”..فبكى.
ثم رجع إلى دياره وهو يردد: الحمد لله على سعادتي أمام هؤلاء التعساء.